[...] دنا بجسمهِ كما تدنو صديقتي آبريل عندما تُريد أن تُفشي لي سرًا، رغم أن ما تبوح به من أسرار لا يُسمن ولا يُغني من جوع، هذا إن جاز لي أن أسمّيها أسرارًا، وقال لي: «عندي لكِ عرضٌ. إذا لم تُبلغي أحدًا بوجودي هنا، فيمكنني أن أداوي عينيكِ.»
فأجبته في دهشة: «أتمزح معي!»
رَمَشَ بعينيه عدّة مرّات، ثم قال: «هذا ما سأحاول أن أنجزه.»
فقلت له: «ما أقصده هو أنك لن تستطيع علاجهما!»
سألني: «ولِمَ لا؟»
فأجبته: «لم يستطِع أحدٌ أن يداوي عيناي سوى نظارتي.»
قال لي: «لكنني أتمتع ببعض القدرات، وسَتَرين ذلك، شريطة أن ...»
فقاطعت حديثه وقلت: «...ألّا أُحدِّث أحدًا عنك؟»
فقال لي: «أصبتِ، هذا جوهر الاتفاق بيننا.»
سألته: «كيف لي أن أعرِف أنك لن تُذهِب بصري؟ فربما تكون أشبه بالمسوّقين عبر الهاتف، يُطلِقون وعودًا، ولا يتنفَّسون إلا كذبًا.»
بدأ يلوِّح بيديه في حركات دائرية، ثم قال: «لم أكُن لأُقدِم على أذيّة مخلوقٍ لم يؤذني.»
فسألته: «هل تقصد أنه إذا آذيتك، فستفقدني بصري؟»
فقال لي: «هذا يتوقَّف على حاجتك إلى معرفة السبب.»
سألته: «إذا داويت عيناي، ولم أُحدِّث أحدًا عنك، فهل ستغادر حقولنا؟»
فقال: «هذا جوهر الاتفاق بيننا!» [...]