مأخوذة من: "رسائل تاجر عصامي إلى ابنه" بقلم جورج هوريس لوريمر
أتذكر أني قرأت مرةً أن البعض يستخدم اللغة لإخفاء ما يضمر من أفكار، ولكن من واقع تجربتي أقول أن الكثير من الناس يستخدمونها للاستعاضة عن الأفكار نفسها.
يجدر بحديث رجل الأعمال أن يخضع لقواعد أقل وأبسط من أية وظيفة أخرى يؤديها هذا الكائن البشري، وهذه القواعد هي:
ليكن لديك ما تقوله.
قل ما لديك.
كفّ عن الكلام.
إذا بدأت بالتكلم قبل أن تعرف ما تريد قوله واسترسلت فيه بعد قوله انتهى بك المطاف إما إلى المحكمة أو إلى ملجأ الفقراء والعجزة، وما الأولى إلا طريق مختصرة إلى الثانية. لديّ قسم قانوني هنا وهو يكلفني أموالاً طائلة ولكنه يقيني شر المثول أمام المحاكم.
لا بأس أنك حينما تزور فتاة أو تتحدث مع أصدقائك بعد تناول العشاء أن تكون محادثتكم كما لو كنتم في نزهة من نزهات مدارس الأحد، فتتوقفون هنا وهناك لقطف الأزهار؛ ولكن داخل المكتب ينبغي أن تكون جملك أقصر ما يمكن لها أن تكون. دعك من المقدمة ومن الخاتمة وكفّ عن الكلام قبل أن تصل إلى النقطة الثانية في حديثك. عليك أن تتصور أنك تقوم بإلقاء عظةٍ مقتضبةٍ كي تضع يدك على الخطاة، بل وحتى الشماس الذي يرافقك أيها الواعظ لا يرى ضرورة لأن تكون العظات من النوع المطوّل. أعطِ الحمقى كلمتك الأولى، وقل للنساء الكلمة الأخيرة. إن اللحم دائماً ما يستقر وسط الشطيرة، وبالطبع لا ضير من بعض الزبدة على جانبي الشطيرة إذا كنت تتعامل مع واحدٍ من عشاق الزبدة.
وتذكّر أنه من الأسهل أن تبدو بمظهر الحكيم من أن تنطق بالحكمة. وليكن كلامك أقلّ من كلام محدثك ولتصغ أكثر مما تتكلم، ذلك أن المرء حينما يصغي لا يبدي ما في جعبته كما أن في إصغائه إطراء على محدثه والذي يطلعه على كل ما في جعبته. وأمام معظم الرجال عليك أن تصغي، وأما معظم النساء فينبغي عليك أن تحشد أمامهن ما يكفي من الملاحظات المدوّنة، وستجد أنهم سيفضون بكل ما لديهم. يقولون أن المال يتحدث، وأقول أنه لا يفتح فاه إلا إذا كان لصاحبه لسانٌ مهذار، وعندئذٍ فإنه لا ينطق إلا بما هو مهين وجارح. والفقر يتحدث أيضاً ولكن ليس ثمة من يريد أن يصغي لما يقوله.